الصَّمْتُ..بَيْن الْكَبْت وَالْمَوْت

 

ا.د.ضِيَاء وَاجِدالمُهَنْدِس

فِي أَحَدِ الْمَمَالِك إلَّاشوريه ، كَانَ هُنَاكَ مِلْكُ طَاغِيَة لَا يُطِيقُ سَمَاع أَصْوَات مُعَارِضِهِ مِمَّا دَفَعَهُ إلَى حَضَرٍ الْكَلَام بِصَوْتٍ مَسْمُوعٍ ، وَعُوقِب الْمُخَالِفُون بِقَطْع الْأَلْسُن ، لِذَا اعْتَادَ النَّاسُ عَلَى التَّفَاهُم بِالْإِشَارَة مُكْرَهِين .. اكْتَشَف أَحَد النَّاشِطَين الشَّبَاب وَأَدَّي عَلَى أَطْرَافِ الْمَدِينَةِ لَا يَخْرُجُ الْأَصْوَات، وَدُعِي النَّاس لِزِيَارَتِه ، وَلَمْ تَمُرَّ سَنَةٍ حَتَّى أَصْبَحَ (وَأَدَّي الصَّوْتِ ) ،،كَمَا كَانُوا يُسَمُّونَهُ ،، مَزَارًا أُسْبُوعِيًّا يَصْرُخ فِيهِ النَّاسُ وَيَشُكُّون ظُلْم الطَّاغِيَة و اسْتِبْدَادِه .. أَرْسَلَ الْمَلَكَ الطَّاغِيَة حَرَسِه مَتْنِكْرَيْن لِيَخْطَفُّون الشَّبَابِ فِي كُلِّ مَرَّةٍ ، حَتَّى أَصْبَحْت ظَاهِرُه كَثْرَة الْمُغَيَّبِين مُخِيفَة لِلنَّاس ، وَمَع اكْتِشَافِهِمْ جُثَث الْمُغَيَّبِين مَرْمِيَّةً فِي الْمَزَارِعِ الْبَعِيدَة حَتَّى ثَارَتْ النَّاسِ عَلَى ( مِلْكِ الْكَبْت ) ، وَ كَانَتِ نِهَايَة الْمِلْك سَرِيعَة بِسَبَب فَزَعِه مِنْ صُرَاخ النَّاس المَظْلُومِينَ وَ الْمَحْرُومِين مِنْ الْحَدِيثِ بِصُوتهم ، وَ الَّذِينَ قَضَوْا عُمُرِهِمْ حَبِيسي صُمْتهِمْ.. وَكَانَ التَّارِيخُ يُعِيدُ نَفْسَهُ ، فَلِإِزَال الطُّغَاة و أَذْنَابَهَم يُصِرُّونَ عَلَى أَنَّ نَحْيَا بِصَمْت ، وَإِنْ نُعَارِض بِلَا صَوْتٍ ، وَإِنْ نَقْبَل بِالكبت حَدُّ الْمَوْتِ ، دُونَ أَنْ يَكُونَ لَنَا لِسَانٌ نَاطِقٌ ، و نَهْج صَادِقٌ فِي كَشْفِ الْفَاسِدَيْن ..وَ مَا حَصَلَ لِأَحَدٍ خَبَرُائِنَا النَّفْطِيَّين (رِ.الْمُهَنْدِسِين حَيْدَر الْبَطَاط)،، النَّاشِط فِي كَشْفِ الْفَسَادِ فِي الْمَجَالِ النِّفْطِيّ ،، دَلِيل صَارِخ عَلَى التَّجَاوُزِ عَلَى حُرِّيَّةِ التَّعْبِير وَالرَّأْي الْمُعَارِض وَالْمُلْتَزَم بِقَضَايَا الْبَلَد وَالْحِفَاظِ عَلَى ثَرَوَاتِه الَّتِي هِيَ مَصْدَرُ رَزَقَنَا وَبَقِائِنَا ..إنْ مَنَعَ كِتَابِه وَاشْتِرَاك المُهَنْدِس الْبَطَاط مِنْ الظُّهُورِ الْإِعْلَامِيّ لَيْسَ الْأَوَّلُ ، فَقَدْ تَعَرَّضَ كَثِيرٍ مِنْ الْإِخْوَةِ النَّاشِطَين وَالْإِعْلَامِيِّين وَالْخَبْرَاء إلَى حَمَلَات التَّنْكِيل وَالِاعْتِقَال وَ الْمُطَارَدَة بِسَبَب إصْرَارُهُمْ عَلَى قَوْلِ الْحَقِيقَةِ وَنَشْر الْوَقَائِع بِمِصْدَاقِيَّة وَحَرْفِيَّة وَمِنْهُمْ سُمَيْر عُبَيْدٍ ، وَ قُصَيّ شَفِيق وَ عَلَى الذَّبِيحَاوي وَ قَدَّس السَّامِرِائِي وَ بَشِير الْحُجَيْمِيّ وَوُوو..وَكَثِيرِينَ مِنْ الَّذِينَ أَنْعَمَ عَلَيْهِمْ بِالْبَقَاء إحْيَاء ، وَاخَرِين أَكْرَمَهُمْ اللَّهُ بِالشَّهَادَةِ …أَتَذْكُر فِي لِقَاءِ مَعَ رَئِيسِ أَحَد الكُتَل السِّيَاسِيَّة إصْرَارِهِ عَلَى أَنَّ أَقْلِلْ الْكِتَابَةِ عَلَى مَلْفُات الْفَسَادُ ،وَقَالَ بِخُبْث : لَقَدْ كَشَفَتْ عَنْ مَلْفُات فَسَادُ فِي كُلِّ الْوَزَارَات وَالْهَيْئَاتِ ،وَكَتَبْت عَنْ الْفَسَادِ فِي الْجَامِعَات و الْمَصَارِف وَالْمَشَارِيع و الْمُسْتَشْفِيَّات ،، مَاذَا جَنَيْت ؟؟ ، هَلْ تَغَيَّرَ شَيْءٌ ؟؟!!!!، وَهَلْ تَظُنَّ أَنَّ بِإِمْكَانِك وَمَنْ مَعَكَ أَنَّ تَغْيِيرَ مِنْ دُولَةِ مُتَمَاسِكَة وَ حُكُومَةٌ مَدْعُومَة ؟؟؟!!!! أَجَبْتُه : أَنْ دَرْب الْمَيْل يَبْدَأ بِخُطْوَة ، وَإِنْ جَوْلَة الْبَاطِل سَاعَة ، وُجُوله الْحَقُّ إلَى قِيَامِ السَّاعَةِ ، وَلَنْ نَسْتَوْحِش طَرِيقِ الْحَقِّ وَإِنْ قَلُّوا سَالِكِيه… . الْبَروفيْسُور دِ.ضِيَاء وَاجِد المُهَنْدِس . مَجْلِس الْخُبَرَاء الْعِرَاقِيّ .