ماذا سيقول رئيس وزراء العراق في الرياض؟

علي المؤمن

أكد رئيس وزراء العراق السيد عادل عبد المهدي خلال زيارته إيران:
(( كنا وسنبقى مع إيران في السراء والضراء.
إيران دعمتنا كثيراً في محاربة الإرهاب.
دعم إيران هو أحد أهم أسباب النجاحات التي يشهدها العراق.
نريد أن تكون العلاقات بين الجمهورية الإسلامية العراقية قدوةً للعلاقات في المنطقة)).
وفي إطار السياسة العراقية التوازنية؛ يزور رئيس وزارء العراق العاصمة السعودية الرياض هذه الأيام، وقد خلّف وراءه شهاداته الإيجابية المذكورة بحق إيران، وسيعمد ـ في مقابلها ـ الى طرح تأكيدات توازنية إيجابية أيضاً تجاه السعودية.
فماذا سيقول رئيس الحكومة العراقية في الرياض عن دور الدولة السعودية تجاه العراق، و عن طبيعة دعمها للشعب العراقي؟
هل سيؤكد دعم السعودية للعراق بخمسة آلاف انتحاري سعودي؟ و عشرة آلاف انتحاري وهابي غير سعودي؟
ودعمها العراق بـ ١٣ ألف سيارة مفخخة؟
ودعمها العراق بملياري دولار لتدمير العملية السياسية وتمزيق المجتمع العراقي وإثارة الفتن وشراء الذمم؟
ودعمها العراق إعلامياً عبر قنواتها المؤدلجة طائفياً وإعلامها الطائفي الفتنوي؟
ودعمها العراق بالفتاوى الوهابية التكفيرية ضد شيعته، وهي مثبتة حتى في الكتب الدراسية السعودية وملفات هيئة كبار العلماء؟
وقبل كل هذا، هل سيتكلم رئيس وزراء العراق مع آل سعود بلغة الشموخ العراقي العلوي، كما يتكلمون هم بلغة الأسرة الثرية المالكة المتكبرة النافذة؟ أو سيتكلم معهم بلغة التوازن الدبلوماسي العامة؟ ولغة البلد المغلوب الضعيف المتنازِل، أمام البلد الثري المتفوق مالياً وسياسياً و أمنياً؟
هناك أيضاً جانب آخر يرتبط بالسعوديين أنفسهم، أي بما يجب أن يفعلوه، تكفيراً عن ذنوبهم وجرائمهم التي ارتكبوها ضد العراق؛ باعتبارهم راغبين بعلاقات جديدة وثيقة مع العراق، ويودون فتح صفحة مختلفة معه.
فهل سيعتذر آل سعود لرئيس حكومة العراق عن ذبح مئات آلاف العراقيين رجالاً ونساء و أطفالاً، راحوا ضحية جرائم آل سعود خلال الـ (220) عاماً الأخيرة، أي منذ حملة آل سعود الوحشية على كربلاء في العام 1802، وذبحهم نصف سكان كربلاء، وتدمير ضريح الإمام الحسين، ونهب كربلاء، وحتى مئات الجرائم في الفترة التي أعقبت ولادة العراق الجديد في العام 2003؟
يعلم دولة الرئيس جيداً أن بناء الدولة المقتدرة، وتوثيق علاقاتها المنتجة الرصينة، لايكون بسلوك التوازن غير الموضوعي، بل بالمعيارية الموضوعية الواضحة. وكغيرنا من العراقيين، نريد أن نبني دولة العراق القوي، و نرتقي بهيبة الحكم الجديد. ولكن لن ينجح هذا البناء إلا بدبلوماسية الحزم، والعلاقات الندية، والمقابلة بالمثل.
ونطمح أيضاً لبناء أفضل العلاقات مع السعودية، فهي جار كبير مهم، وقدرٌ لا مفر منه، وشرٌ لا بد منه. ولكن؛ ماهو ضمان عودتهم عن سلوكهم العدائي ضد العراق ؟
دون شك؛ الضمانات ليست المشاريع الإقتصادية، ولا الدعم المالي، و لا الشعارات المعسولة، ولا الغزل الدبلوماسي.
كما أن إعتذار آل سعود عن جرائمهم ضد العراقيين لن يتم من خلال فخامة إستقبال الوفد العراقي، ولا عظمة مأدبة العشاء، ولا التكريم المبهر.
الضمانات أن يضع رئيس حكومة العراق آل سعود أمام سلوكياتهم ضد العراق والعراقيين بكل عقلانية، ويطالب بفتح صفحة بيضاء جديدة على أساس عدم التدخل عملياً في الشأن العراقي، مع الإشارة الى ضرورة الإعتذار العلني للعراقيين، وتعويض ضحايا الإرهاب الوهابي السعودي في العراق.
فهل يصح العفو عما سلف؛ دون الإقتصاص من المجرم، ودون مطالبته باستحقاقات الضحية؟
فإن وافقوا على طلبات رئيس حكومة العراق بالاعتذار والتعويض والتعهد، فإن ذلك سيردعهم ـ نسبياً ـ عن ارتكاب أية جريمة ضد العراق وأبنائه مستقبلاً، وسيكسب الرئيس حب شعبه، وسيحصل على التعويضات للضحايا.
وإن أبى آل سعود واستكبروا – كعادتهم- فسيربح العراق التخلص من موطإ قدم عدو أزلي أبدي.
حينها فقط سيحسبون للعراق وشعبه وحكومته ورئيس حكومته ألف حساب، وسيحترمون العراق وشعبه، ويقفون إجلالا أمام رئيس وزراء العراق.

Comments (0)
Add Comment