تحقيقاً لمبدأ الاكتفاء الذاتيّ وبالاعتماد على كوادرها الفنّية: ورشُ العتبة العبّاسية المقدّسة تُعلن عن سدّ جميع احتياجات العتبة المقدّسة

0 113

تحقيقاً لمبدأ الاكتفاء الذاتيّ ودعماً منها لملاكاتها العاملة فيها، واستكمالاً لما بدأته وخطته لنفسها في هذا المنحى، فلم تَعُد العتبةُ العبّاسية المقدّسة تعتمد على السوق الخارجيّة في الكثير من احتياجاتها الضروريّة التي تحتاجها بصورة مستمرّة كما كانت سابقاً، حيث أنّها أولت اهتماماً كبيراً لعددٍ منها كأعمال النجارة والحدادة والألمنيوم، فارتأت أن تدعم الخبرات المحلّية والأيدي العاملة فيها عن طريق توفير ورش تخصّ هذه الصناعات، التي وصلت الى مرحلة سدّ احتياجاتها من هذه المستلزمات وغيرها.
كادرٌ من شبكةُ الكفيل العالميّة تجوّل في هذه الورش التابعة الى شعبة الحرف في قسم الشؤون الهندسيّة، والكائنة في موقع السقاء/2 التابع للعتبة العبّاسية المقدّسة، وتفاجأ الكادرُ أنّها أشبه بمعامل مختزلة بمسمّى ورشة، حيث أنّها تقوم بعملٍ فنّي وحرفيّ كبير يرتقي الى أن يكون معامل مستقلّة توفّر من خلالها أحدث التصاميم وأجود المنتجات التي تغطّي كلّ ما تحتاجه العتبة المقدّسة، محقّقةً الاكتفاء الذاتيّ وموفّرة الأموال التي كانت تُصرف في السوق الخارجيّة سابقاً، وقفتنا الأولى كانت مع الحرفي أحمد عبد الزهرة مسؤول وحدة النجارة الذي تحدّث قائلاً: “تقوم الورشة بتجهيز كلّ ما تحتاجه العتبة العبّاسية المقدّسة من موادّ مكتبية، وتشمل المكاتب والطاولات والأثاث والأبواب سواءً في داخل العتبة المقدّسة أو في المؤسّسات التابعة لها من مراكز أو مدارس أو جامعات، وتجهيزها بكلّ اللوازم التي تحتاجها من كراسي ومقاعد ومكاتب وأثاث وفقاً للاحتياج وبناءً على تصاميم تؤخذ مسبقاً على أرض الواقع، وهذا أحدَثَ عندنا نقلة في العمل حيث كنّا في السابق نعتمد على الأثاث الجاهز الذي تظهر فيه إشكالات أثناء التركيب من ناحية الحجم والمساحات”.
مضيفاً: “حقّقنا الاكتفاء الذاتيّ للعتبة العبّاسية المقدّسة، حيث غطّينا كلّ احتياجاتها من اللوازم الخشبيّة والـ(mdf)، حيث تعمل ورشنا بأدوات ومكائن جديدة من مناشئ عالميّة، وعملنا أخذ يتوسّع يوماً بعد يوم وبتصاميم حديثة تُواكب متطلّبات السوق، ومنتجُنا يُنافس منتجات أجنبيّة لا بل يفوقها”.
أمّا ما يخصّ عمل وحدة الألمنيوم، فقد حدّثنا الحرفيّ أسعد طعمة مسؤولُ الوحدة عن إنتاجها قائلاً: “ورشتُنا تختصّ بتزويد ما تحتاجه العتبة العبّاسية المقدّسة من احتياجات ولوازم ألمنيوميّة وملحقاتها المعدنيّة الأخرى”، مؤكّداً: “كانت العتبة المقدّسة سابقاً تعتمد على السوق الداخليّ منه والخارجيّ لتغطية احتياجاتها، أمّا اليوم وبالاعتماد على ورشتنا تمكّنت العتبةُ من بلوغ الاكتفاء الذاتيّ فيما يخصّ المنتجات الألمنيوميّة، وهذا وفّر عليها فوارق ماديّة كبيرة”، وأشار: “خطوطنا الإنتاجيّة متكاملة وقد تطوّرنا بفضل تراكم الخبرات”.
الحال لم يختلف كثيراً عند ورشة الحدادة، فهي مستمرّة بعملها لتوفير وتغطية كلّ ما تحتاجه مؤسّسات العتبة العبّاسية المقدّسة من أعمال حدادة، هذا ما قاله مسؤولُها الحرفيّ فلاح الصافي، وبيّن أيضاً: “إنّ الورشة قامت بتجهيز عدّة مراكز وأقسام فضلاً عن المدارس والجامعات بالمقاعد والأبواب والقواطع الحديديّة وغيرها من الاحتياجات، ووصلت بالعتبة العبّاسية المقدّسة الى مرحلة الاكتفاء الذاتيّ، حيث ساهمت هذه الورشة بتوفير أموال العتبة العبّاسية المقدّسة التي كانت فيما مضى تبذلها لأعمال الحدادة، وإنّ خطوط إنتاجنا متواصلة ونعمل وفق تصاميم حديثة تتناسب ومتطلّبات السوق، حيث يتمّ الإنتاج عن طريق أحدث الأدوات التي تختصّ بالحدادة”.
يُشار الى أنّ كلّ هذه الأعمال تمّت باستخدام موادّ أوّلية محلّية ومستوردة، ذات جودة وكفاءة عالية، وبما يتلاءم وتقلّبات الأجواء العراقيّة وبمواصفاتٍ وموديلاتٍ حديثة ومتطوّرة تُضاهي مثيلاتها المستوردة، وإنّ هذه الورش وبفضل ما تبذله من جهودٍ فقد حقّقت ما يلي:
1- الاكتفاء الذاتي للعتبة العبّاسية المقدّسة من أعمال النجارة والحدادة والألمنيوم بتوفير كلّ المستلزمات والاحتياجات التي تحتاجها العتبة المقدّسة.
2- توفير فرص العمل للأيدي العراقيّة العاملة في هذه الصناعات.
3- توفير مبالغ ماليّة كبيرة كانت تُصرف سابقاً على هذه الصناعات.
4- الاعتماد على الخبرات المحلّية في تنفيذ التصاميم.
5- اختصار عامل الزمن.
يُذكر أنّ قسم الصيانة الهندسيّة هو أحد الأقسام الداعمة والساندة لمنشآت العتبة العبّاسية المقدّسة، ويأخذ على عاتقه جملةً من الأمور كالصيانة والإدامة لكافّة مرافق العتبة المقدّسة والمنشآت التابعة لها، فضلاً عن الأمور الإنشائيّة والتصنيعيّة التي تدخل في صميم أغلب المشاريع التي تقوم بها.

اترك رد