اليونسكو تدشن دورة تدريبية لتعزيز السلامة والحماية للصحفيين في العراق

في خطوة جديدة نحو ترسيخ بيئة آمنة للعمل الصحفي، أطلقت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) اليوم في العاصمة بغداد دورة تدريبية مكثفة تستهدف صحفيين من مختلف المحافظات العراقية، تحت عنوان “السلام، الأمان، والحماية”، وذلك في إطار مشروعها الرائد “حماية الصحفيين حماية للديمقراطية”.

تأتي هذه المبادرة في وقت تتزايد فيه التحديات والمخاطر التي تواجه العاملين في قطاع الإعلام، بما في ذلك الصحفيون الميدانيون وصانعو المحتوى والمؤثرون على منصات التواصل الاجتماعي. ويسعى هذا المشروع إلى معالجة مختلف أنواع التهديدات والانتهاكات، عبر تزويد الصحفيين بالأدوات المعرفية والمهارية اللازمة لضمان حمايتهم، سواء أثناء أدائهم لمهامهم أو ضمن بيئات العمل الصحفي.

ركز اليوم الأول من الدورة على ثلاثة محاور جوهرية هي: السلامة، الأمان، والحماية. وقد تناول التدريب آليات التخطيط المؤسسي والشخصي لمواجهة المخاطر، وسبل الوقاية الذاتية والجماعية، بالإضافة إلى استراتيجيات المتابعة الإجرائية لمواجهة أي اعتداءات محتملة. كما تم التطرق إلى أنماط التهديدات الحديثة وأساليب التعامل معها، بما يمكّن الصحفيين من تعزيز جاهزيتهم وتحسين قدرتهم على التقييم السريع للمخاطر في الميدان.

لا يزال العراق، للأسف، مصنف ضمن قائمة الدول العشر الأخطر في العالم لممارسة مهنة الصحافة، وفقًا للمؤشرات الدولية المتعلقة بالسلامة المهنية وحماية حرية التعبير. وتشير التقارير الحقوقية إلى استمرار العراق في مواجهة تحديات جسيمة في هذا المجال، إذ تعاني آليات الرصد ورفع التقارير الدورية إلى المجالس الدولية، لاسيما مجلس حقوق الإنسان، من التسييس والتذبذب والعشوائية، الأمر الذي يعيق جهود المجتمع الدولي في تعزيز حرية التعبير ومكافحة الإفلات من العقاب.

ويؤكد هذا التدريب على التزام اليونسكو بدعم حرية الصحافة باعتبارها حجر الزاوية لأي نظام ديمقراطي، وإيمانها الراسخ بأن حماية الصحفيين هي حماية للحق الأساسي في الحصول على المعلومة، وللمجتمع بأسره في الدفاع عن حرياته