كلمة وزير الخارجية محمد علي الحكيم في اجتماع مجلس الجامعة العربيّة على المُستوى الوزاريّ/الدورة 153 العاديّة

0 178

بسم الله الرحمن الرحيم

اصحاب المعالي وزراء الخارجية ورؤساء وفود الدول العربية الشقيقة.
معالي الاخ احمد ابو الغيط أمين عام جامعة الدول العربية.
اصحاب السعادة السفراء والمندوبون الدائمون وضيوفنا الكرام.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اسمحوا لي في البداية ان أرحب بإسمي ونيابة عن المجلس الموقر، بمعالي وزراء الخارجية الذين إنضموا مؤخراً الى مجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية وخاصةً معالي الاخ د. عبداللطيف بن راشد الزياني، وزير خارجية مملكة البحرين الشقيقة، ومعالي الاخ نور الدين الري وزير الخارجية في الجمهورية التونسية الشقيقة، متمنين لهما كل التوفيق والسداد في مهام عملهما الجديد.
اصحاب المعالي والسعادة والضيوف الكرام،
ترأس العراق أعمال الدورة العادية 152 لمجلسكم الموقر، وقد شهدت تلك الدورة الممتدة من أيلول-سبتمبر 2019 الى آذار-مارس/2020، تحديات وأحداث مهمة واجهت مسيرة العمل العربي المشترك، وقد تعامل المجلس معها وفقاً لميثاق جامعة الدول العربية، ومقررات القمم العربية، إذ عقد المجلس عدداً من الدورات الاستثنائية، واتخذ القرارات والبيانات الوزارية المناسبة، وخاصة الدورة الاستثنائية التي عقدها مجلسنا بناءً على طلب المملكة الاردنية الهاشمية الشقيقة، على خلفية إعلان رئيس حكومة الاحتلال الصهيوني نيته ضم أراضٍ من الضفة الغربية المحتلة وغور الاردن إلى كيانه الغاصب، وبَحثَ المجلس في دورة استثنائية أخرى، متغيرات موقف الولايات المتحدة الامريكية بشأن إعتبار الاستيطان الاسرائيلي في الاراضي الفلسطينية المحتلة غير مخالف للقانون الدولي. وناقش المجلس في دورته الاستثنائية التي عقدت بتاريخ 12/10/2019، مخاطر التدخل التركي في شمال شرق سوريا، في حين حضر فخامة الرئيس محمود عباس رئيس السلطة الفلسطينية دورة المجلس الإستثنائية التي عُقدت في الاول من شباط / فبراير الماضي لمناقشة خطة الرئيس الامريكي دونالد ترامب بشأن عملية السلام في الشرق الاوسط، أو ما بات يعرف بصفقة القرن، إذ أجمعت الدول العربية على رفض تلك الخطة، ووضعت خطة مناسبة للتحرك العربي على المستوى الدولي وفي إطار منظومة الأمم المتحدة والقانون الدولي من خلال خطة متفق عليها عربياً تؤكد على حق الشعب الفلسطيني في دولة مستقلة وموحدة وقابلة للحياة وعاصمتها القدس المحتلة وحق عودة اللآجئين الى ديارهم تحت اشراف الأمم المتحدة واستناداً الى قرارات الشرعية الدولية.
فضلاً عن ذلك، فإن المجلس على مستوى المندوبين الدائمين، عقد دورة إستثنائية لمناقشة موضوع افتتاح جمهورية البرازيل مكتباً تجارياً ودبلوماسياً لها في مدينة القدس، وقد وجهت رئاسة المجلس رسالة الى وزير خارجية البرازيل، عبّرت فيها عن رفض الدول العربية لهذا التصرف، الذي من شأنه ان يؤثر على العلاقات العربية – البرازيلية، كما بعثنا برسالة مماثلة الى وزير خارجية جمهورية هندوراس لعزم بلاده افتتاح ممثلية تجارية في مدينة القدس المحتلة.
السيدات والسادة الحضور
كما نود الاشارة الى ان مجلسنا هذا ناقش جميع القضايا التي تخص الشأن العربي وخاصة قضايا اليمن وليبيا وسوريا، وإتخذ القرارات المناسبة بشأنها، في حين ناقش المجلس لأول مرة قضية أمن الممرات المائية وحرية الملاحة في منطقة الخليج العربي، وتأمين تدفق إمدادات الطاقة من هذه المنطقة الحيوية الى كل أرجاء العالم، الامر الذي اقلق العالم في الاشهر الماضية، وذلك على خلفية التوترات القائمة بين الولايات المتحدة الامريكية والجمهورية الاسلامية الايرانية، وقد طُرحت في هذا الاطار عدداً من المبادرات والمشاريع التي تهدف الى تشكيل التحالفات الدولية أو انشاء قوة بحرية دولية في منطقة الخليج العربي لحماية الممرات المائية، وهنا نود الاشارة الى أن العراق لا يؤيد المشاريع والمخططات التي تؤدي الى رفع حالــــــــــــــــة التوتر في المنطقة، ونعتقد أن الدول المعنية المطلة على الخليج العربي قادرة على حماية امن الملاحة، وقادرة على تأمين تدفق إمدادات الطاقة من هذه المنطقة الحيوية.
إن رئاسة المجلس حرصت على تحقيق أعلى حالات التعاون والتنسيق والتواصل والتشاور الدائم مع اصحاب المعالي وزراء الخارجية العرب ومعالي الامين العام والامانة العامة لجامعة الدول العربية، للعمل على دفع وتيرة العمل العربي المشترك بإتجاه الدفاع عن القضايا العربية في المحافل الدولية.
لقد تعاملت رئاسة المجلس خلال الدورة 152 مع القضايا العربية من منطلق حرص العراق ودعمه لكل الجهود والمبادرات الدولية والاقليمية الهادفة الى حل الصراع في ليبيا وسوريا واليمن بالطرق السلمية، ونبذ الحلول العسكرية، وعودة هذه البلدان الشقيقة لممارسة دورها الطبيعي في المنظومة العربية، وعلى وجه الخصوص استعادة سوريا لعضويتها في جامعة الدول العربية، مع التأكيد على موقف العراق الثابت والراسخ في دعم حقوق الشعب الفلسطيني وفي مقدمتها اقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس المحتلة، وإن تحقيق الاستقرار في المنطقة لن يتحقق دون إيجاد حل عادل ودائم لقضية فلسطين وفقاً لقرارات الشرعية الدولية.
اصحاب المعالي والسعادة
اسمحوا لي أن أتقدم بإسمكم وبإسم وفد جمهورية العراق، بجزيل الشكر والامتنان الى معالي الامين العام، والامناء العامين المساعدين، ومديري الادارات، والموظفين على تعاونهم في ادارة اعمال الدورة 152، والدورات الاستثنائية التي تخللتها.
وفي نهاية أعمال الدورة 152، أدعو معالي الأخ يوسف بن علوي وزير خارجية سلطنة عمان الشقيقة لإستلام مهام رئاسة الدورة 153، مع تمنياتنا الأخوية الصادقة لمعاليه، بالنجاح والموفقية في إدارة أعمال مجموعتنا العربية نحو مزيد من التعاون والترابط.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

اترك رد