ما زالت أكاديميّةُ الكفيل للتدريب والإسعاف الحربيّ التابعة للعتبة العبّاسية المقدّسة متواصلةً بإقامة الدورات التدريبيّة حسب جدولٍ تدريبيّ مخصّص لهذا الغرض، حيث اختتمت يوم أمس الأربعاء (19 شوّال 1439هـ) الموافق لـ(6 تموز 2018م) وعلى القاعة الرئيسيّة لمجمّع الشيخ الكليني(رحمه الله) فعاليات الدورة التدريبيّة السادسة والعشرين الموسومة بـ(مخيّم الشيخ كريم الخاقاني)، والتي اشترك فيها عددٌ كبير من مقاتلي الحشد الشعبيّ الذين تعلّموا فيها دروساً نظريّة وعمليّة في عمليّات معالجة الجروح والإصابات التي تحدث في ميادين القتال وطرق وآليّات التعامل معها، فضلاً عن كيفيّة إخلاء الجرحى من ساحة المعركة وطرق حمايتهم.
الشيخ باسم الكربلائي من قسم الشؤون الدينيّة وخلال إلقائه كلمة العتبة العبّاسية المقدّسة بيّن: “إنّ هذه المبادرة من العتبة العبّاسية المقدّسة والقائمين عليها ومواصلة هذا الجهد، هي خطوةٌ للأمام تسهم في إنقاذ بعض الأبطال المجاهدين، فالإنسان عندما يتعلّم هذه الصنعة فإنّه سينقذ إنساناً آخر، ومن أحيا نفساً كأنّما أحيا الناس جميعاً، فالإنسان المؤمن لابُدّ أن يتحمّل ويصبر كما قيل إنّ المؤمن عليه أن يكون مستعدّاً لكلّ شيء وعليه أن يتحمّل كلّ شيء في جنب الله، فعلى الإنسان أن يكون ذا حظوظ ومعارف متعدّدة ولا يقتصر على حظٍّ واحد”.
أمّا المدرّب الدوليّ أزهر علي عبد الحسين من أكاديميّة الكفيل للتدريب فقد أضاف بالقول: “نحن اليوم سعيدون جدّاً بتخرّج هذه الدورة وهذه الدفعة بمشاركة مجموعةٍ من المتطوّعين، حيث كانت هذه الدورة التي تختلف عن باقي الدورات هي نظام الجودة التي ارتكزت عليها الأكاديميّة، فالنظام الذي ارتكزنا عليه هو نظام الجودة العلميّة مثلما ذكر الشيخ الكريم (تعلّموا الصنائع)، فإن كانت هذه الصنعة متعلّقة بحياة إنسان وروح فإنّ اكتساب هذه المهارة وهذه العلميّة ليس بالشيء الهيّن، وإنّ هذا العطاء وهذه المعلومات قد تُرجمت الى أرض الواقع، وإنّ هذه الرصانة العلميّة التي تتبنّاها أكاديميّة الكفيل هي تحت إشرافٍ مباشر من الأكاديميّة الأوربيّة”.
اللّجنةُ المُشرِفة على التدريبات من أكاديميّة الأمن الوطني الأوربي أيضاً كانت لها كلمةٌ بالمناسبة ألقاها المدرّب الدولي البولندي السيد روبرت، وأهمّ ما جاء فيها: “لأوّل مرّةٍ في العراق والوطن العربي تُعطي الأكاديميّة الأوربيّة اسمها وتُعطي اعتماديّتها لأكاديميّة أخرى ألا وهي أكاديميّة الكفيل للتدريب والإسعاف الحربي، وإنّه لشرفٌ كبير لي أن أكون هنا وأن أقدّم الدعم والتدريب الطبّي القتالي في هذه المحافظة، شكراً لكم لثقتكم بأكاديميّتنا ومدرّبينا”.
المتدرّبون المشاركون بدورهم عبّروا عن شكرهم وامتنانهم للعتبة العبّاسية المقدّسة التي وفّرت لهم هذه الفرصة ورفدتهم بهذه المعلومات القيّمة، وبيّنوا: “الشكر موصولٌ للذين واصلوا الليل بالنهار وأمدّونا بالمعلومات عن الإسعاف الحربي التي تتضمّن الحفاظ على أرواح المقاتلين الجرحى، سائلين الله أن يرحم شهداء الحشد الشعبي وأن يُشفي جميع الجرحى”.
هذا وقد شهد الحفل إقامة فعاليات حيّة لجانبٍ من التدريبات التي تلقّاها المشتركون في هذه الدورة.
المقال التالي