مزار زيد بن علي(عليه السلام) يشهد انطلاق فعاليات مهرجان حليف القران السنوي الثامن

0 97

بابل / اللجنة الإعلامية للمهرجان
أقامت الأمانة الخاصة لمزار زيد الشهيد (عليه السلام) وبرعاية الأمانة العامة للمزارات الشيعية الشريفة في ديوان الوقف الشيعي مهرجان حليف القران الثقافي الثامن اليوم الجمعة 20-9-2019 على أروقة المزار تحت شعار (ثورة الإباء من الشهيد إلى الحفيد) ، وبحضور ممثلي العتبات المقدسة والمزارات الشيعية الشريفة وباحثين وأكاديميين من الجامعات العراقية وعددا من المسؤولين الحكوميين وبمشاركة المؤسسات الثقافية والإعلامية.
ابتدأت فعاليات المهرجان بقراءة آي من الذكر الحكيم لقارئ العتبتين المقدستين الحسينية والعباسية السيد مصطفى الغالبي، ثم جاءت بعدها كلمة الأمين الخاص لمزار زيد الشهيد (عليه السلام) سماحة السيد, علاء آل يحيى الموسوي, والتي رحب فيها بالسادة الحضور شاكراً لهم تجشمهم لعناء السفر والحضور للمشاركة في هذا المهرجان السنوي قائلا:
نرحب بِكُم وَأَنْتُمْ فِي رِحَابِ الشَّهِيد زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) أَهْلًا بِكُم وَأَنْتُم تشاركوننا فِي افْتِتَاحِ فعاليات مِهْرَجَان حَلِيفٌ الْقُرْآن السنوي الثَّامِن وَتَحْت شِعَار ثَوْرَة الْآبَاءِ مَنْ الشَّهِيدِ إلَى الْحَفِيد، نستذكر وإياكم هَذِه الأُسْرَةُ الَّتي نُشِرَت الْخَيْرِ وَالرَّحْمَةِ وأشاعت الْوَعْي وَالْفَضِيلَة بَيْنَ النَّاسِ مَنْ هَذَا الْمُنْطَلِق نَقِف لنتعرف عَنْ زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ بن الْحُسَيْن (عليه السلام) الَّذِي هُوَ مِنْ هَذِهِ الْأَسِرَّة، الَّذِي وَرِث صِفَات آبَائِه ومكوناتهم النَّفْسِيَّة فَكَان صُورَة مُشْرِقَةٌ عَنْهُم وامتداداً لمسيرتهم فِي مَيَادِينِ الْجِهَاد وَالْإِصْلَاح الاجْتِمَاعِيّ فَهُو امْتِدَاد لِجَدِّه الْحُسَيْن الْمُنْقِذ لِدِينِ الْإِسْلَامِ، الَّذِي رَفَعَ كَلِمَةِ اللَّهِ تَعَالَى فِي تضحيته الَّتِي أَعَزَّ اللَّهُ تَعَالَى بِهَا الْكِتَابُ وَجَعَلَهَا عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَابِ فَمَا أَعْظَمَ عَائِدَتُه عَلَى الْإِسْلَامِ وَلَوْلَا تضحيته لِمَا أَبْقَى الأمويون ظِلًّا لِلْإِسْلَام.
وتابع الأمين الخاص لمزار زيد الشهيد سماحة السيد, علاء آل يحيى الموسوي كلمته التي بين من خلالها مكانة ودور الثائر الصابر زيد الشهيد (عليه السلام) قائلا:
اِحْتَلّ زَيْد الشهيد الْمَكَانَة الرَّفِيعَة عِنْدَ الْأَئِمَّةِ الطَّاهِرِين وَعِنْد الْعُلَمَاء الْمُعَاصِرِينَ لَهُ وَغَيْرِهِم فَقَد اجمعوا عَلَى تَقْدِيمه بِالْفَضْل عَلَى غَيْرِهِ مِنْ عُلَمَاءِ عَصْرِهِ وَهَذِه نَمَاذِج مِنْ كَلِمَاتِ الْأَئِمَّةِ عليهم السلام في حقه، فقد ورد عن الإمام الباقر (عليه السلام) انه قال:
كَانَ الْإِمَامُ أَبُو جَعْفَرٍ الْبَاقِرُ (عليه السلام) يَجِلّ أَخَاهُ زَيْدًا وَيُعَظِّمُه وَيُخْلِصَ لَهُ لِأَنَّهُ مِنْ أفذاذ الْعُلَمَاء وَمِثَال لِلْإِيمَان وَالتَّقْوَى وَكَانَ يَقُولُ باكبار وَمَوَدَّة لِأَخِيه زَيْد لَقَد أَنْجَبَت أَم وَلَدَتْك يازيد اللَّهُمَّ اُشْدُدْ أَزْرِي بِزَيْد.
وَهَكَذَا الْإِمَام الصَّادِق (عليه السلام) كَان يَجِلّ عَمِّه زَيْدًا ويبجله وَيُفَضِّلُه عَلَى بَقِيَّةِ أَعْمَامِهِ مِن الهاشمين والعلويين وَذَلِك لِفَضْلِه وَعِلْمِه وَتَقْوَاه وَلَمَّا بَلَغَهُ خَبَرُ شَهَادَة وماجرى عَلَيْهِ مِنْ الْمَصَائِبِ حُزْن حُزْنًا شَدِيدًا وَقَالَ بِأَلَم وَأَسى إنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إاليه رَاجِعُون عِنْدَ اللَّهِ احْتَسَب عَمِّي أَنَّهُ كَانَ نَعَم الْعَمّ إِنَّ عَمِّي كَانَ رَجُلًا لدنيانا وَآخِرَتِنَا مَضَى وَاَللَّه شَهِيدًا كشهداء اسْتَشْهَدُوا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ ص وَعَلِيٌّ والحسين مَضَى وَاَللَّه شَهِيدًا
وَهَكَذَا جَاءَ رَدِّ الْإِمَامِ الرِّضَا (عليه السلام) عَلَى الْمَأْمُونِ فِي شَأْنِ زَيْدِ ابْنِ الْإِمَامِ مُوسَى بْنُ جَعْفَرٍ لَمَّا خَرَجَ عَلَى الْمَأْمُونِ بِالْبَصْرَة وَجَرَى الْحَدِيثِ بَيْنَهُمْ، فَقَالَ الْإِمَامُ الرِّضَا (عليه السلام) لَا تقس أَخِي زَيْدًا بِزَيْد فَإِنَّهُ مِنْ عُلَمَاءِ آلِ مُحَمَّدٍ (صلى الله عليه واله) غَضِب لِلَّه عزوجل فَجَاهِد أَعْدَاءَه حَتَّى قُتِلَ فِي سَبِيلِهِ وَقَدْ حَدّثَنِي أَبِي مُوسَى أَنَّهُ سَمِعَ أَبَاهُ جَعْفَرٍ يَقُولُ رَحِمِ اللَّهُ عَمِّي زَيْدًا أَنَّهُ دَعَا إلَى الرِّضَا مِنْ آلِ مُحَمَّدٍ وَلَوْ ظَفِرَ لَوَفَّى بِمَا دَعَا إلَيْهِ وَقَدْ اِسْتَشَارَهُ فِي خُرُوجِهِ فَقَالَ إِنَّ رَضِيتَ أَنْ تَكُونَ الْمَقْتُولَ بالكناسة فَشَأْنَك فَلَمَّا انْصَرَفَ قَالَ جَعْفَرُ وَيْلٌ لِمَنْ سَمِعَ واعيته فَلَمْ يُجِبْهُ.
ثم تلتها كلمة الحوزة العلمية ألقاها سماحة السيد عز الدين الحكيم, نجل المرجع الديني آية الله محمد سعيد الحكيم (دام ظله) جاء فيها:
نستذكر اليوم في هذا المهرجان علما من أعلام أهل البيت (عليهم السلام) ومجاهدا ثائرا والذي كانت ثورته امتداداً لثورة جده الإمام الحسين (عليه السلام) وتشترك معها في كثير من الأمور والقضايا وتشترك في الأهداف الشريفة وكذلك في الجوانب الأخرى المختلفة من حيث المآسي والمصائب التي لحقت بأهل البيت (عليهم السلام) وبشيعتهم ومواليهم من المؤمنين حتى كان لهذه الثورة أن تكون امتداداً لثورة الإمام الحسين (عليه السلام)، فكانت ثورة زيد الشهيد في كل أجواءها وأبعادها وشخوصها ترتبط ارتباطاً وثيقاً بأهل البيت (عليهم السلام) وبشيعة أهل البيت وبقضية أهل البيت (صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين)، واليوم يحيي أهل العراق الذين حملوا لواء التشيع وحملوا راية التشيع وضحوا من اجل أهل البيت (عليهم السلام) وثبتوا على المصائب الكبيرة التي لحقت بهم بسبب انتماءهم لأهل البيت (عليهم السلام)، فهم اليوم يحيون كلا الدعوتين وكلا القضيتين الحسينية والزيدية على مسيرة واحدة وبنفس واحد ويحملون من اجل ذلك الكثير من الأعباء والتضحيات، ونحن اليوم نعيش ذكرى محرم الحرام وزيارة الأربعين وما فيهما من نشاطات واسعة وأعمال وجهود كبيرة التي يقوم بها المؤمنون المخلصون الموالون لأهل البيت (عليه السلام) ويقدمون أروع الصور وأجملها في خدمة أهل البيت وخدمة زوار أهل البيت وإحياء أمر أهل البيت (عليهم السلام) بكرم وعطاء وأخلاق هاشمية علوية والتي يضرب بها أروع الأمثال وأجملها يقدمها شيعة أهل البيت في هذا البلد الممتحن الصابر المظلوم، كما لا ننسى المجاهدين الذين انطلقوا بدافع الوفاء لأهل البيت (عليهم السلام) وبدافع الفتوى الجهادية التي كانت أداءً لوظيفة شرعية وقدموا فيها الصور الرائعة في الجهاد والتضحية.
هذا وشاركت فرقة الإنشاد التابعة إلى العتبة العلوية المقدسة بأنشودة خاصة بهذه المناسبة، ثم جاءت بعدها مشاركة لشاعر العتبة العباسية المقدسة علي الصفار وكذلك تشرف الشاعر محمد الاعاجيبي بالقاء قصيدة شعرية والتي جسد فيها الدور البطولي لثورة زيد الشهيد وامتدادها بثورة الإمام الحسين (عليه السلام).
وفي ختام اليوم الأول من المهرجان افتتح الأمين الخاص لمزار زيد الشهيد والسادة الحضور معرضاً للصور الفوتوغرافية والذي أقامته مديرية الوقف الشيعي في النجف الاشرف وبالتعاون مع الأمانة الخاصة لمزار زيد الشهيد والذي تم فيه عرض مجموعة من الصور التاريخية التي توثق مراحل الأعمار في المزار الشريف.
يذكر انه ستتضمن فعاليات المهرجان لليوم الثاني، ندوة علمية وذلك ضمن فقرات المنهاج الصباحي، أما الفقرة المسائية فستشهد إقامة المحفل القرآني في رحاب مرقد زيد الشهيد (عليه السلام).

اترك رد