تقرير / إنعام العطيوي
عدسة / أدهم يوسف
برعاية معالي وزير الثقافة والسياحة والآثار الدكتور عبد الأمير الحمداني ورئيس غرفة تجارة بغداد السيد جعفر الحمداني وإشراف الدكتور علي عويد العبادي المدير العام لدائرة الفنون التشكيلية افتتحت وزارة الثقافة معرضاً تشكيلياً لمجموعة من الفنانين العراقيين على قاعة غرفة تجارة بغداد تحت عنوان (اللوحة رسالة حياة) صباح يوم الثلاثاء الموافق 2019/4/30
واشتمل المعرض على 33 لوحة فنية لمختلف المدارس وبمشاركة 26 فنان وابتدأ الحفل بأية من الذكر الحكيم وقراءة لسورة الفاتحة على أرواح شهداء العراق مع عزف للمرسوم الجمهوري العراقي.
وفي كلمة لوزير الثقافة والسياحة والآثار الدكتور عبد الأمير الحمداني بين فيها “إن هذا الحدث الثقافي هو فرصة لتنسيق العمل بين غرفة تجارة بغداد ووزارة الثقافة والسياحة والآثار في إطار برنامج ثقافي عراقي أصيل ورصين وليس مستغرب أن تدعم غرفة تجارة بغداد النتاج الثقافي، فنحن نؤمن ونعتقد إن الثقافة هي صنع الجميع، وليست حكراً على الوزارة، وإنما الإبداع موضع ترحيب من الجميع”
موضحاً “فتحنا أفاق جديدة بالتعاون والتنسيق مع القطاعات الثقافية مثل اتحاد الأدباء ونقابة الفنانين كما إننا تركنا هذه المساحة من الإبداع لا نتدخل فيها ونؤمن هناك عمل فاصل بين العمل النقابي والوظيفي، ونسمح بمساحة الحرية للجميع والمعيار الوحيد هو أن يكون العمل الإبداعي يركز على الهوية الثقافية العراقية الأصيلة، وان يبرز الشخصية العراقية، ويسلط الضوء على الجانب المشرق ويحافظ على الهوية الوطنية العراقية”
ومؤكداً “إننا نستظل جميعاً بمظلة ثقافية واحد تحترم فيها الخصوصيات للكردي والعربي والسني والشيعي ولكن نبحث عن هوية عراقية ثقافية وطنية جامعة، ومن الممكن أن يستظل بها الجميع، ولذلك الوزارة معنية بدعم الإبداع في هذين الإطارين الحيويين، ما عدى ذلك نترك مساحة الإبداع للجميع في التشكيل والنحت والرسم والشعر والموسيقى وكل الفنون الداعمة للوصول إلى البصمة العراقية”
وبين وزير الثقافة ” إن هذا المعرض يعد من البصمات العراقية التي تمثل فيها جميع اللوحات مدرسة عراقية تشكيلية، والتشكيل في العراق يعد هو البصمة والهوية التي بدأت منذ ألإلف الثالث قبل الميلاد، فالعراق معروف بالشعر والتشكيل ،لذلك نؤمن إن دعم الثقافة وهو رد على الإرهاب والتكفير، وان الحرب على الإرهاب انتهت عسكرياً وأننا بدأنا معركة فكرية وعلينا محاربة الفكر المتطرف بالرسم والفنون والأزياء والموسيقى ونشيع كل ما هو جميل بين الناس، لهذا تدعم الوزارة وتساند الجانب المشرق والحيوي في الشخصية العراقية، ويكفي سنوات من الحزن والألم فألان علينا أن نبث الحياة في المجتمع العراقي ونسوق الثقافة العراقية إلى الخارج بعد أن انكمشت إلى الداخل”
وأعرب “إن الوزارة بدأت مسيرتها قبل أشهر وانطلقت من خلال دعم بعض المشاريع الثقافية، فكان قبل أيام افتتاح ساحة الاحتفالات الكبرى في بغداد بوصفها هيئة ثقافية، وهذه الساحة وما تضمه من سينما ومسرح وكاليري ستكون مفتوحة طوال الأسبوع للجمهور وستقدم فيها فعاليات ثقافية ، كما سنهتم بموضوع المسارح وأولها مسرح الرشيد من خلال إعادتهِ وترميمهِ لما يمثل من بصمة جميلة في الذاكرة العراقية”
موضحاً “ستقوم اوبك بإعادة أعمار قاعة الشعب في باب المعظم بساحة الميدان، وكذلك مسرح البصرة وستقوم وزارة الثقافة بالتنسيق مع الحكومة المحلية لإعادة مسرح أوبرا البصرة وهناك اتفاقات مع محافظة البصرة لإكمال بنائهِ، وكذلك هناك العديد من المشاريع ستنطلق في هذا الإطار وحصلنا من الحكومة الاتحادية على ميزانية تكميلية خاصة بالبنى السياحية التحتية في سامراء بوصفها عاصمة العراق التاريخية وبابل بوصفها عاصمة العراق الحضارية وكذلك الاهوار، كما ستنطلق هذه الميزانية التكميلية بدأ من الشهر السادس في مسعى وإطار التنمية الثقافية الشاملة”
وقدم وزير الثقافة شكره وتقديره لرئيس غرفة تجارة بغداد السيد جعفر الحمداني وأعضائها وكل القائمين على هذا المعرض
معرباً “إن باب الوزارة مفتوح لكل المبادرات الثقافية ولا وجود لمعرقل وهذه المبادرة ستكون انطلاقة وان شاء الله ستعقبها مبادرات جديدة في هذا الإطار”
من جانب أخر رحب رئيس غرفة تجارة بغداد السيد جعفر الحمداني بحضور معالي وزير الثقافة والتعاون مع وزارة الثقافة والسياحة والآثار في احتضان معرض تشكيلي فني عراقي موضحاً (لربما غابت عن أذهاننا وأذهان الكثير إقامة هذه المعارض بسبب إرهاصات المراحل الصعبة التي مر بها العراق وظروف الإرهاب، أما اليوم بعد تحقق النصر بسواعد القوات المسلحة والحشد الشعبي المقدس وكل الجهود المباركة التي استطاعت أن تعيد البسمة إلى وجوه العراقيين عادت غرفة تجارة بغداد لاحتضان كل الفعاليات الاقتصادية والثقافية والدينية والمجتمعية، ولتكون الغرفة سباقة لكل ما يدعم العراق والعراقيين، ولعل بغداد اليوم تشهد مسرح استقبال الوفود من كل أنحاء العالم وهذه الوفود تتسارع لوضع بصمة ترحيب ومشاركة وعمل مشترك مع العراقيين، إذ الحكومة العراقية أصبحت سباقة لعقد اتفاقيات مع دول العالم والإقليم للارتقاء بالواقع المجتمعي في العراق)
مشيراً (إلى إن وزارة الثقافة وكل العاملين فيها هم جنود في هذا الوطن ويضعون بصماتهم للارتقاء بالواقع السياحي والثقافي والإعلامي
ونحن كغرفة تجارة بغداد سنقدم كل الدعم الذي يحقق النجاحات في هذه الوزارة ولكل وزارات الدولة الفاعلة، وهذا المعرض هو الأول من نوعه في غرفة تجارة بغداد ولن يكون الأخير، وأكد رئيس غرفة تجارة بغداد سنعمل جاهدين على إقامة مثل هكذا معارض ومسابقات ولقاءات للارتقاء بواقع بغداد الثقافي والسياحي وندعو الجميع من بغداد والعراق ودول العالم ليشهدوا هذه اللحظات الجميلة).
على صعيد متصل قال المدير العام لدائرة الفنون التشكيلية الدكتور علي عويد العبادي ” إن هذه المبادرة جاءت بتوجيه وزير الثقافة والسياحة والآثار الدكتور عبد الأمير الحمداني، وتم التنسيق بشكل مهني وفاعل مع رئيس غرفة تجارة بغداد لافتتاح معرض يضم 33 عمل فني لعدد من الفنانين المميزين، والهدف منه الانطلاق والانفتاح على مؤسسات أخرى وكذلك نضع أعمال الفنان العراقي على أبواب الاقتناء، وهذه فرصة لأول مرة تدركها دائرة الفنون التشكيلية، ونسعى إلى تحقيق جزاءً مما نطمح إليه”
وبين العويد إن هناك أكثر من مبادرة طرحت في اجتماع جمع وزير الثقافة والسياحة والآثار ورئيس غرفة تجارة بغداد ناقشوا فيها انطلاق مشاريع مستقبلية سيتم الاتفاق عليها وإعلانها في وسائل الإعلام، وتهدف دائرة الفنون التشكيلية الرعاية والاهتمام بالفنان التشكيلي، وقدم مدير عام دائرة الفنون التشكيلية الشكر لكل من ساهم على إقامة وافتتاح وتنظيم هذا المعرض
وفي الختام قدم رئيس غرفة تجارة بغداد السيد جعفر الحمداني درع غرفة تجارة بغداد إلى وزير الثقافة والسياحة والآثار الدكتور عبد الأمير الحمداني وكذلك وزعت الشهادات التقديرية على العاملين لإقامة هذا المعرض من المبدعين والمتميزين والفنانين التشكيليين.
من الجدير بالذكر إن المعرض شهد إقبال من المتذوق العراقي بينت فيه مدى اهتمام الشارع العراقي بالذائقة الفنية للريشة العراقية وضرورة خروجها إلى المتذوق خارج أسوار وزارة الثقافة والسياحة والآثار.