يوم بعد اخر تتصاعد حاجة العراق الى المواد الغذائية وفي مقدمتها الفواكه والخضر التي يستورد معظمها من دول الجوار.
وتشير البحوث الى ان العراق بعد عام 2003 بدا يعتمد وبشكل عام على اقتصاد النفط متناسيا الصناعة والزراعة لتقع الاراضي تحت الاهمال المشدد من قبل الحكومة والفلاحين وازمة المياه وتحويل الاراضي الى مناطق سكنية.
لكن توجه العتبات المقدسة في العراق لإنشاء مزارع ضخمة شكل نقطة لبداية الاعتماد على الانتاج الزراعي المحلي وتوفير المنتجات الزراعية الوطنية التي تمتاز بجودتها، بالاضافة الى توفير اللحوم بأسعار مدعومة.
البداية
في عام 2009 انشأت العتبة الحسينية مدينة الامام الحسين الزراعية النموذجية, تمتد هذه المدينة على مساحة 1000دونم وتقع على الطريق الرابط بين محافظتي النجف الاشرف وكربلاء المقدسة .
يقول المشرف العام على المزرعة عدنان عوز الشمري للموقع الرسمي ان “العتبة الحسينة بكوادرها وادارتها تسعى نحو المساهمة في معالجة مشكلة تراجع الزراعة في العراق وخمولها ولأجل رفد السوق بالمنتوجات العراقية”.
يضيف , ان “مزرعة الامام الحسين اليوم توفر وتغطي جزء كبير من المحاصيل الصيفية والشتوية ومنتوجاتها تمتد على مدار السنة مثل الطماطم والخيار والفلفل بانواعه والطماطم الكرزية فضلا عن الباذنجان “.
ويبين , ان “الخضروات يتم معالجتها من قبل مهندسين المزرعة لأجل مقاومتها الامراض الفيروسية والفطريات عن طريق مشاتل خاصة ثم تنقل الى المزرعة “.
واكد عوز على ان “منتوجات المزرعة بعيدة جدا عن الاسمدة الكيمياوية واستخدمت طرق بديلة وصديقة للبيئة والانسان”.
ولفت الى ان ” هنالك خطة لإدخال تجربة زراعية جدية لزراعة الطماطم الزاحفة بمساحة تتجاوز 50 دونما.
تقنيات حديثة
وعمدت مزارع العتبة الحسينية في سبيل رفع الطاقة الانتاجية وانتاج محاصيل مطابقة للنظام الصحي في الاسواق الى استخدام عدة تقنيات واساليب متطورة.
يقول الشمري ان “العتبة الحسينة استخدمت الات ومكائن خاصة ذات مواصفات عالمية حاصلة على شهادة الايزو `9001من اجل توفير افضل بيئة للمزروعات”.
ويضيف, الكل يعلم ان مشكلة المياه هي اساسية وملازمة للزراعة في العراق ولكن في مزرعة الامام الحسين تم الاعتماد على الابار الارتوازية بشكل كامل .
ويتابع , تم استخدام 6 مرشات محورية متحركة , فضلا عن المرشات الثابتة التي تغطي مساحة 900 دونم ويبلغ عددها ايضا 6 بالاضافة الى طرق لتحلية المياه وتقليل الحدة من ملوحتها من خلال شبكة مبازل ضخمة تمتد على طول المزرعة .
ويشير عوز الى ان “بعد التخلص من مشكلة المياه تم التوجه لمعالجة التربة الصحراوية عن طريق الحراثة المتعامدة واضافة عناصر نادرة تساهم بإعطاء القوة لتصبح خصبة .
دعم الحاجة المحلية
تشير الارقام الى ان الشهر الماضي اعلنت وزارة الزراعة بالاكتفاء الذاتي لمحصول الطماطم وسد السوق العراقي وبأسعار منخفضة .
ويبلغ معدل دعم الاسواق من قبل مدينة الامام الحسين بالطماطم 8 طن يوميا بحسب تصريح المشرف العام لمزارع العتبة عدنان عوز.
ويؤكد من المرجح ان يصل انتاج المدينة من محصول الطماطم في الايام القادمة الى 12 طن يوميا .
خطوة اخرى
لم تقف العتبة الحسينية عند هذه الخطوة بل مضت نحو انشاء مدينة ابا الاحرار الزراعية.
تمتد هذه المدينة على مساحة تبلغ 5500 دونم لتستغل لزراعة الحنطة والشعير والذرة الصفراء والعلفية والجت والماش وتربية الاغنام والابقار .
وتستخدم هذه المحاصيل لتوفير الاعلاف لقطعان الاغنام التي يبلغ عددها اكثر من5 الاف رأس غنم, بالإضافة الى الابقار, بحسب معاون رئيس القسم قحطان عوز الشمري.
ويبلغ معدل تموين المواشي في المدينة الزراعية اكثر من 15 طنا من المحاصيل الخضراء يوميا, بكلفة تخمينية تبلغ مليون ونصف يوميا, بحسب الشمري.
وفي سياق متصل يقول مسؤول الانتاج الحيواني الدكتور حسين محمد علي ان ” الانتاج الحيواني وكوادره يعملون على توفير اقصى سبل الحماية والوقاية من ادوية وعلاجات مضادة للأمراض”.
ويضيف , يتم توفير الغذاء ضمن برنامج غذائي سليم خالي من المواد الغير طبيعية فيستخدم الاعلاف النباتية التي تنتجها مدينة ابي الاجرار .
ويذكر ان العتبة الحسينية على ابواب التعاقد مع شركة هولندية لافتتاح مشروع معمل لإنتاج الحليب واللحوم في مدينة كربلاء المقدسة.
في الاثناء تضع العتبة الحسينية المقدسة الان اللمسات الاولى لافتتاح مدينة زراعية ضخمة في قضاء عين التمر بمساحة تتجاوز 7000 الاف دونم بينها 1500 دونم من محصول الحنطة.
مصطفى احمد باهض