هادي جلو مرعي
إجتمع قادة حزب الإتحاد الوطني في السليمانية وأصدروا فرمانا بالعفو عن القيادي المارق برهم صالح، وإعادته الى وكر الصقور، وترشيحه لمنصب رئيس الجمهورية. يبدو أن الكورد يملكون ذات الجينات التي يملكها السنة والشيعة، وهي بعيدة عن إنتمائهم، وتتعلق بمصالحهم الحزبية والفردية، ولذلك رد الحزب الديمقراطي الكردستاني بترشيح فؤاد حسين رئيس ديوان رئاسة الإقليم لمنصب الرئيس ومستنكرا محاولة بعض القوى الكردية تكريس مبدأ إن الرئاسة حق حصري للوطني الكردستاني.
المعارضون لسياسة الحزبين التقليديين في كردستان لهم صولة لن تؤثر كثيرا على نوع الإختيار، فالقوى الشيعية والسنية لن تخرج عن تقاليد السياسة المحترمة، ولذلك هي تفضل خيار الإتفاق بين الوطني والديمقراطي على شخصية واحدة ليتم التصويت عليها سواء في جلسة 25 سبتمبر الفاشلة، أو في جلسة 2 نوفمبر المرتقبة التي عدها رئيس البرلمان نهائية.
سروة عبد الواحد معارضة قوية لأربيل، ومتمردة في قلب السليمانية أعلنت ترشيحها لمنصب الرئيس كممثلة عن طائفة النسوان، وأظنها تدرك الطبيعة التي عليها حال السياسة العراقية، وهيمنة الحزبين الرئيسين في الإقليم على الحياة السياسية هناك، وصعوبة إنتهاك حرمة التقاليد المتعارف عليها بين بغداد وأربيل، لكنها رشحت لتعلن موقفا، لا لتكسب منصبا، وهي التي بعثت برسالة قاسية جعلت مستقبلها السياسي على صفيح من نار برفضها إستقلال كردستان في إستفتاء 2017 وتحولت الى شخص منبوذ في أربيل، بينما تم إعلان لسانها مطلوبا للقطع، والأسباب معروفة.
جلسة الثلاثاء عقدت، ولم يدرج في جدول الأعمال إنتخاب رئيس للجمهورية، وسيكون السجال عميقا، وترتغع حرارة لفاءات الفعاليات السياسية، وتزداد حدة الإستقطاب بين القوى السياسية حتى الثلاثاء التالي، فبرهم صالح مرشح مقبول جدا عند الشيعة، بينما السنة فقد قرروا إحترام تعهداتهم التي أقروها مع الديمقراطي بدعم المرشح فؤاد حسين…يبدو إن الريس طار.