اليونسكو ومفوضية حقوق الإنسان: شراكة رقمية لصناعة السلام في العراق

58

 

في خطوة تعكس التزامًا راسخًا بتحقيق السلم المجتمعي وتعزيز حقوق الإنسان في الفضاء الرقمي، التقى مسؤول قطاع الاتصال والمعلومات في مكتب يونسكو العراق مع مسؤول العلاقات والإعلام في المفوضية العليا لحقوق الإنسان العراقية، السيد سرمد البدري، ومسؤول التدريب والتطوير في المفوضية، لبحث آفاق التعاون المشترك في تنفيذ مشروع “التواصل الاجتماعي من أجل السلام” (SM4P)، الذي تعتزم اليونسكو إطلاقه في العراق خلال عام 2025 بدعم وتمويل من الاتحاد الأوروبي.

مشروع SM4P: استجابة رقمية لصناعة السلام

يأتي هذا المشروع في سياق مواجهة التحديات المتزايدة التي فرضها الاستخدام غير الأخلاقي والفوضوي لشبكات التواصل الاجتماعي، وما نتج عنه من تصاعد خطاب الكراهية، العنف اللفظي، والتحريض الطائفي والاجتماعي. كما يواجه المجتمع الرقمي في العراق قيودًا قانونية صارمة أحيانًا، مما يستدعي تطوير آليات توازن بين حرية التعبير والمسؤولية الاجتماعية، وتعزيز استخدام المنصات الرقمية كأداة لصناعة السلام بدلاً من أن تكون وسيلة لنشر الانقسامات.

وقد أبدى الطرفان استعدادهما للبدء الفوري بتنفيذ المشروع، والذي يهدف إلى ترسيخ مبادئ حقوق الإنسان في بيئة التواصل الاجتماعي عبر استراتيجيات متعددة تشمل الأطر التنظيمية، التشريعية، التنفيذية، بالإضافة إلى إشراك المنصات الرقمية العالمية التي تدير هذه الخدمات من خارج العراق، لضمان التزامها بمعايير تعزز السلام الاجتماعي.

يركّز المشروع على مجموعة من الفئات الفاعلة والمؤثرة في المجتمع الرقمي، وعلى رأسها:
• الناشطون والمؤثرون الرقميون: لضمان نشر ثقافة السلام عبر المحتوى الذي يقدّمونه.
• منظمات المجتمع المدني: كشركاء رئيسيين في حملات التوعية والتدريب على استخدام الإعلام المجتمعي بطرق بنّاءة.
• المنصات الرقمية المحلية والدولية: لإشراكها في تطوير سياسات تضمن بيئة رقمية آمنة، وتقلل من انتشار المحتوى الضار.

يسعى مشروع “التواصل الاجتماعي من أجل السلام” إلى:
• تعزيز الإعلام المجتمعي كأداة للتغيير الإيجابي، من خلال دعم مبادرات السلام الرقمي.
• مكافحة خطاب الكراهية، عبر تطوير استراتيجيات لرصد المحتوى الضار والتعامل معه.
• رفع الوعي بحقوق الإنسان في الفضاء الرقمي، لضمان استخدام منصات التواصل بما يتماشى مع القيم الإنسانية والأعراف الدولية.
• تمكين المؤثرين والناشطين الرقميين، عبر تدريبهم على إنتاج محتوى يعزز السلام والتفاهم المشترك.

يعكس هذا المشروع طموح اليونسكو وشركائها في تحويل الفضاء الرقمي إلى مساحة للتسامح والحوار البناء، بعيدًا عن الاستقطاب والصراعات الافتراضية التي تنعكس على الواقع الاجتماعي. ومع تنامي الدور الذي تلعبه وسائل التواصل الاجتماعي في تشكيل الرأي العام، يصبح من الضروري بناء منظومة تحكمها أخلاقيات رقمية قائمة على احترام حقوق الإنسان، وتحفيز الخطاب السلمي الذي يدعم التعايش الاجتماعي في العراق.

بهذا التعاون بين اليونسكو والمفوضية العليا لحقوق الإنسان، يُتوقع أن يكون عام 2025 نقطة تحول في كيفية استخدام الإعلام الرقمي في العراق، ليصبح أداة لتعزيز السلام المجتمعي بدلاً من أن يكون ساحة للصراعات والنزاعات الإلكترونية.

التعليقات مغلقة ، لكن٪ strackbacks٪ s و pingbacks مفتوحة.