اليونسكو تطلق شراكة أكاديمية في بغداد لتعزيز الإعلام الرقمي والسلام المجتمعي

165

تعاون رائد بين اليونسكو وجامعة بغداد لإرساء قواعد تنظيمية للمشهد الرقمي في العراق
في خطوة تعكس التوجهات العالمية نحو بناء بيئة رقمية مسؤولة ومستدامة، حلَّ وفد منظمة اليونسكو في العراق ضيفًا على كلية التربية للبنات وكلية الإعلام في جامعة بغداد، في لقاء مثمر جمع مدير مشروع “إعلام مجتمعي من أجل السلام”, السيد ضياء ثابت, مع كل من عميد كلية التربية للبنات، الدكتورة إثمار الشطري, وعميد كلية الإعلام، الدكتور عمار طاهر.

الاجتماع الذي يأتي ضمن سياق مشروع اليونسكو الجديد، الممول من الاتحاد الأوروبي للأعوام 2025-2027, يمثل بوابة جديدة للعراق نحو التفاعل الرسمي مع المنصات الرقمية العالمية وشركات الإنترنت الكبرى عبر قنوات منظمة اليونسكو، بما يسهم في إرساء قواعد تنظيمية وطنية ودولية لمواكبة التطورات المتسارعة في الإعلام الرقمي ومسارات الذكاء الاصطناعي وتأثيرها على المجتمع والتواصل الاجتماعي.

مشروع اليونسكو: انطلاقة عراقية نحو فضاء رقمي مسؤول
تأتي هذه المبادرة ضمن إطار التفاهمات الدولية التي تقودها اليونسكو والساعية إلى إقرار مواثيق عمل عالمية تتماشى مع الثورة الرقمية، حيث يهدف المشروع إلى تعزيز الشراكة بين المؤسسات الحكومية والأكاديمية، وعلى رأسها القضاء العراقي، لضمان وجود منظومة متكاملة تضمن استخدامًا آمنًا ومسؤولًا للفضاء الرقمي.

القطاع الأكاديمي كان محورًا أساسيًا في هذا اللقاء، حيث تم التأكيد على أهمية إشراك المؤسسات الجامعية في بناء ثقافة الإعلام الرقمي، سواء من خلال تأهيل الطلبة أو عبر تفعيل دور الأكاديميين في صياغة السياسات الرقمية المستدامة.

دمج الأكاديميين والطلاب في مشروع التحول الرقمي
ركزت المناقشات على آليات التعاون بين كلية الإعلام وكلية التربية للبنات، بهدف إشراك الطلبة والمجتمع الأكاديمي في صياغة مخرجات المشروع بما يتناسب مع تخصصاتهم، مع التركيز على المحاور التي ستلعب فيها الكليتين سيكون ادوارا محورية في تطوير برامج محو الأمية الرقمية وتحسين الدراية المعلوماتية لدى الطلبة، ما يسهم في بناء جيل قادر على التعامل مع الإعلام الرقمي وفق معايير مهنية وأخلاقية.
وتركز منظمة اليونسكو على دور كلية التربية للبنات والتي ستحظى بدور بارز في تعزيز حضور النساء والفتيات في العالم الرقمي، من خلال تقديم برامج دعم وتمكين تتيح لهن فرصًا أكبر للمشاركة الفعالة في المجال الرقمي، وتعزيز الأمن الرقمي للمرأة.
وقد أبدى عمداء الكليتين التزامهم الكامل بالشراكة مع المشروع، مؤكدين على أهمية إدماج المؤسسات التعليمية في هذه المبادرة، لاسيما وأن وزارة التعليم العالي هي عضو رئيسي في منظمة اليونسكو، كما أن السفير العراقي لدى اليونسكو ينتمي إلى هذه الوزارة العريقة، ما يجعل التعليم العالي عنصرًا أساسيًا في مسيرة الإصلاح الرقمي في العراق. وقد اكد السيد رئيس الوزراء خلال لقاءه قبل يومين مع المديرة العامة لليونسكو اودريه اوزلاي في بغداد على ضرورة دعم وزارة التعليم العالي والبحث العملي من قبل المنظمة الدولية.

تقرير عراقي مرتقب حول تأثيرات الإعلام الرقمي على السلم المجتمعي
من جانبه، أكد ضياء ثابت، مدير المشروع، أن الفترة القادمة ستشهد نشاطات نوعية تهدف إلى إدماج المجتمع الأكاديمي في رسم مسار الاستخدام الرقمي في العراق، سواء من خلال الطلبة أو عبر الأكاديميين المتخصصين، مشيرًا إلى أن أحد الأهداف الرئيسية هو إعداد أول تقرير وطني شامل حول تأثير وسائل التواصل الاجتماعي والإنترنت على التماسك الاجتماعي والسلم المجتمعي في العراق.

هذا التقرير سيتضمن تحليلات دقيقة حول الآثار الإيجابية والسلبية لاستخدام التكنولوجيا الرقمية، مع تقديم رؤى علمية وتوصيات عملية تسهم في تطوير سياسات وطنية فاعلة تدعم الاستخدام الآمن والبنّاء للفضاء الرقمي.

نحو مستقبل رقمي مسؤول في العراق
بهذا التعاون بين اليونسكو والجامعات العراقية، يصبح العراق جزءًا من الحراك العالمي نحو تنظيم الإعلام الرقمي وبناء فضاء إلكتروني أكثر أمانًا وعدالةً، حيث ستسهم هذه المبادرة في تعزيز الوعي الرقمي، وحماية حرية التعبير، وتمكين الفئات المهمشة، لتكون التكنولوجيا أداةً لتحقيق السلام والتنمية بدلاً من أن تكون مصدرًا للانقسام والصراعات.

إنها بداية جديدة لعصر رقمي مسؤول في العراق، يقوده الأكاديميون، ويدعمه المجتمع، ويوجهه الإطار القانوني، ليكون إعلام المجتمع من أجل السلام ليس مجرد مشروع، بل رؤية استراتيجية تمتد آثارها إلى مستقبل الإعلام والاتصال في العراق.

التعليقات مغلقة ، لكن٪ strackbacks٪ s و pingbacks مفتوحة.