بقلم / فراس الحمداني
ها قد هلت البشرى وعمت الفرحة والغبطة والسعادة بين اوساط الاعلاميين العراقيين .. ها قد جاءت الكف التي تربت اكتافهم وتمسح جبينهم .. ها قد جاء من يخاطبهم بأبتسامة من دون تهديد او وعيد .. ها قد جاءت اللحظة التي يحسون بها – أي صحافيين العراق – بقيمة تضحياتهم التي قدموها مراراً وتكراراً دون تقدير الى ان جاءت اللحظة ..
وأخيراً وبعد طول انتظار .. اعلنها دولة رئيس الوزاراء بأنه سيتم تخصيص راتب شهري لكل صحافي عراقي وتخصص له قطعة ارض سكنية في مسقط رأسه مشمولة بالمميزات كافة أسوة بموظفي القطاعات وسيتم تنظيم سلم رواتب تقاعدية للصحافيين وكذلك شمول ذوي الشهداء منهم بالراتب التقاعدي والمميزات الاخرى التي تعبر عن رعاية الدولة لارامل وايتام شهداء الصحافة والاعلام وتثمن حجم تضحيتهم للبلد .. انتشر هذا الخبر وتصدر النشرات الاخبارية في اغلب القنوات الفضائية والمحلية والعربية والعالمية واعتلى الصفحات الاولى في اغلب الصحف المحلية والعربية والعالمية ب(مانشيت) طويل وعريض .. فوراً ذهبت الى والدي والصحيفة بيدي وقلت له : ألم أقل لك يا أبي بأنه لن يذهب تعبنا هباءاً ؟ .. ألم أقل لك بأنه سيأتي هذا اليوم الموعود ويحق الحق بحق ؟ ألم أقل لك يا أبي أنك كنت مخطئاً عندما كنت تقول لي ( يااااا صح..افة ابني روح شوفلك شغلة ثانية توكل خبز! ) .. ؟ ألم أقل لك ان الحكومة العراقية أبداً لن تنسى الصحافيين العراقيين وسوف تكرمهم يوماً ما وتغدق لهم العطاء وتقدرهم على حجم تضحياتهم وعطائهم ؟ .. ألم أقل لك يا أبي أنك وبمجرد أن تقول ( اني ابو الصحفي فلان الفلاني ) وتثبتها سيتم علاجك مجاناً وسفرك بتخفيضات معينة وتعامل معاملة حسنة في كل مكان ؟
هاقد جاء ماوعدتك به .. ها قد جاء الفرج يا عائلتي الكريمة .. أخيراً سأؤمن لكم العيش الكريم أسوة بكل الصحافيين في البلدان الاخرى .. هاقد جاء الفرج ياعوائل كل الصحافيين العراقيين الذين منهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر .. وهكذا انطلقت أجري وأركض وأصرخ باعالى صوتي معلناً هذا الخبر .. وفجأة تعثرت قدمي بحجر فسقطت على الارض .. فوجدت نفسي قد سقطت من سريري مستيقظاً من حلم جميل !!!