بقلم
د. محمد عبد الهادي النويني
النجف الأشرف
١٧ تشرين الثاني ٢٠٢٢
نشرت مجلة الإعتدال النجفية – مديرها ورئيس تحريرها محمد علي البلاغي وصاحب الأمتياز المسؤول السيد أحمد جمال الدين – رحمهم الله – وفي عددها التاسع من السنة الثانية بتأريخ شباط ١٩٣٥ م الموافق ١ ذي القعدة ١٣٥٣ هج مقالآ بعنوان
(( حفلة تكريم الشاعر الكبير الأستاذ محمد مهدي الجواهري [ في الحلة الفيحاء ] ))
جاء فيه (( مضى زمن طويل على المعجبين بشاعرية الأستاذ الجواهري – وما أكثرهم – وهم يتحينون الفرص المساعدة لأبداء شعورهم وإعجابهم نحوه ، وكان لما نشره الأستاذ أخيراً من قصائده الخالدة ، بعد سكوت وأنزواء طويلين، رنة استحسان و ابتهاج في سائر النوادي والمجالس .
وعلى أثر ذلك قررت لجنة الخطابة في ثانوية الحلة إقامة حفلة تكريمية كبرى للشاعر، مساء ٢٤ كانون الثاني ١٩٣٥ م في قاعة متوسطة البنات على أن يشترك في هذه الحفلة سائر أدباء الحلة والنجف، وهكذا فقد وجهت الدعوة من قبل رئيس اللجنة الأستاذ محمد حسين أفندي الشبيبي إلى جمهور كبير من أدباء ووجهاء وأشراف الحلة، وكذلك وصلت بطاقات الدعوة إلى كثير من الأساتذة والأدباء، وجمعية الرابطة الأدبية وألقيت الكلمات والقصائد بحق الشاعر الكبير….. ))
وألقى الشاعر الكبير قصيدة ب (٥٨) بيتاً بالمناسبة جاء فيها :
غطوا على نقص تعبيري وتبياني
فلطفكم لا أوفيه بشكران
وقد يهوّن عند المرء زلته
إحساسه أنه مابين أخوان
غطارف الحلة الفيحاء أنكم
في كل مكرمة فرسان ميدان
وفيها أيضاً :
أبناء بابل للأشعار عندكم
عمارة لم يشيد مثلها بان
ودولة برجال الشعر زاهرة
معمورة بمقاطيع وأوزان
هنا نمت عذبات الشعر وارفة
غصونها قبل سوريا ولبنان
وفيها أيضاً :
لا أدعي أنني أولى بتكرمة
وأنني فوق أصحابي وأقراني
ولا أعرض أنني طائش فرحاً
وإن تذكرتموني بعد نسيان
وأخيراً امتدح بابل وقدم شكره لهم في قصيدته وجاء فيها :
هنا ب (بابل) قام الفن تسنده
حضارة الملك من أزمان أزمان
هنا مشى الفذ (بانيبال) مزدهياِ
في موكب بغواة الفن مزدان
ترجل الملك إكراماً له ومشت
خواشعاً- ساسة غر – كرهبان
تشريع بابل هز الناس روعته
من قبل أن يعرفوا تشريع يونان
للآن يحتاج في اصلاحه مملكة
نظام دولة آشور و كلدان
هنا (حموراب) سن العدل معتمداً
به على حفظ أفراد وعمران
شكراً جزيلاً لأفواه تعطرني
بكل ممتدح الأسلوب حسان
ريانة بمذاب العاطفات أتت
تسعى لقلب من الأخلاص ريان
ولو تمكنت قدمت الفؤاد لكم
لكن تقديم إحساسي بأمكاني
هذه ثقافة بلدي…
هذه صحافة مدينتي…
رحمك الله يا شاعر العرب الكبير الجواهري…..