الذي يقبل الذّل والهوان مرّة , سيقبلهما ألف مرّة ..

0 233

بقلم أياد السماوي
قشّة في مهب الريح .. هكذا هي حملة الاستنكارات والشجب لما أدلى به مستشار رئيس الوزراء هشام داوود , فهي كالقشّة في مهب الريح , أوكزوبعة في فنجان .. فجميع بيانات الرفض والاستنكار التي صدرت بالضدّ من تصريحات مستشار الكاظمي لن تخرج عن دائرة الرفض في القول , وليس الرفض المقترن بالفعل أو العمل .. أنا شخصيا وحتى هذه اللحظة لم أسمع عن أية ردّة فعل كردية أو سنيّة لتصريحات السيد المستشار , وهذا يعني أنّ حملة الرفض لهذه التصريحات هي شيعية فقط , بل ولا تمّثل كلّ الطيف الشيعي , فالحكمة والنصر لم تصدرا أي موقف حول تصريحات مستشار الكاظمي حتى ساعة كتابة هذا المقال .. إذن فموقف الرفض تتبناه تحديدا ثلاثة كتل سياسية هي الفتح وسائرون ودولة القانون .. هذه الكتل السياسية الثلاث لا قيمة لها بالمطلق وهي بهذا الوضع المزري من التناحر والتسابق على تقاسم المغانم .. نعم سيكون لها شأنا كبيرا ومؤثرا في القرار السياسي العراقي لو تخلّصت من قياداتها الحالية البائسة وتوّحدّت أمام هذا التحدّيات المصيرية التي تهدّد وحدة العراق وزواله من الخارطة .. حينها سيحترم الكرد والسنّة قراراتهم وسيقفون عندها بجدّية واحترام .. فالذي يطالب الآخرين باحترامه عليه أولا أن يحترم نفسه ويجسدّ قوله بالعمل , لا بالبيانات والتصريحات الفارغة ..
أنا لست في موضع التقليل من شأن هذه التصريحات الخطيرة والوقحة , ولكن كنت أتمنى على الكتل السياسية التي أصدرت بيانات الاستنكار والشجب أن تسأل نفسها قبل أن تصدر هذه البيانات , هل هذه التصريحات التي أدلى بها جناب المستشار تمّثل رأيه الشخصي أم هي رؤية رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي لموضوع القوات الأجنبية في العراق ؟ من جانب آخر أليس من الواجب أن تصدر المرجعية الدينية العليا موقفها من التصريحات التي نسبت إليها على لسان مستشار رئيس الوزراء ؟ وهل أصدر رئيس الوزراء توضيحا لما جاء على لسان مستشاره ؟ .. وحتى لا أطيل بالكلام .. اقول للكتل السياسية الثلاث التي شجبت واستنكرت ما صرّح به مستشار الكاظمي .. أولا أنّ ما صرّح به مستشار الكاظمي يمّثل وجهة نظر الكاظمي نفسه , وثانيا لو كان الكاظمي يحترمكم لأصدر بيانا يرفض فيه تصريحات مستشاره ويعزله فورا , لكنّ الكاظمي الذي خبر هذه الكتل السياسية الفاسدة المتصارعة على المناصب العليا في الدولة , يعلم أن هذه الكتل السياسية وقادتها لا تستحق أن تحترم , ولا تستحق الرّد والتوضيح .. ولو كان الكاظمي يحترم هذه الكتل السياسية وقادتها لما تبرّع للمعتوه ترامب بالنصر المبين الذي تحقق على داعش بفضل الفتوى التاريخية المقدّسة لسماحة المرجع الأعلى السيد علي الحسيني السيستاني , التي غيرّت مجرى التاريخ .. ولو كان لقادة هذه الكتل السياسية الثلاث ذرّة من الاحترام لأنفسهم , لاقالوه قبل رجوعه إلى العراق .. لكنّ الذي يقبل الذّل والهوان مرّة , سيقبلهما ألف مرة ..
أياد السماوي
في 03 / 09 / 2020

اترك رد