“نحن النخبة”

0 277

حسن النصار
عقب نهاية محاضرة؛ سألت فتاة: ما دور النخبة في عملية النهضة؟
فبادرها المحاضر قائلا: نحن النخبة، أنا وأنت النخبة!
حين نتحدث عن التغيير، نتجه لأعلى المناصب، لنناقش دورها المفترض في التغيير وخطاياها في حق البلاد وإعاقتها للنهضة، وإستئثارها بالقرار.
ما زلنا نصر على التمرتس في زاوية المفعول به، لا نرى ولا نشكو إلا مما يفعل بنا، لا نرى لأنفسنا قدرا ولا قدرة على الفعل، بينما الواقع أننا فقدنا النية للفعل!
نعتقد أننا مهما فعلنا؛ لن يكون بأثر قرار من أعلى يحل جميع المعضلات.
حتى الفعل الذي في عقيدتنا بإسم العمل الصالح، قزمناه وحصرناه تحت مسمى
“بر الوالدين وكفالة اليتيم وبعض وجوه الإنفاق المنصوص عليها”
عندما تحاول الخروج عن المألوف قليلا، وتحث بعض الناس على المساهمة في عمل يصب في زرع تنمية أو وعي بالمجتمع، تراهم يحجمون ولا يفهمون ما البر في هذا العمل، ترى أحدهم يقول:
أشر لي على مسجد يبنى أو طفل يكسى أو فقير يطعم أو شارع يحتاج ماء بارد كسبيل؛ وأنا أخرج مالي!
كمثال حي؛
أكبر مشاكلنا في بلدنا أن الجميع من كافة الأعمار ينفق وقته في وسائل الإتصال الحديثة والقهاوي؛ بما تحمله من ترفيه.
الوقت يهدر في لا شيء ويسحب معه كل العمر، ولا يدري الجميع أن هذا يقصف العمر وليس يهدره فقط، فليس مسموحا لنا في ظل التخلف برفاهية هدر الوقت.
عندما تعرض على المقتدرين أن يقوموا برعاية مكتبة قطاع خاص، مطابقة للمكتبات الثقافية التي كانت تقيمها الدولة ثم اختفت من البلاد بفعل فاعل، ولا مانع من أن تقوم المكتبة ببيع الكتب بالتوازي مع توفير الكتب للقراءة.
هذه المكتبة سوف تغير من مزاج وطباع وذوق الأولاد، بالصبر سوف ينشأ جيل يتذوق الكلمة، وفي نفس الوقت، سوف تكون البديل الموازي للقهاوي ونوادي الترفيه الأخرى.
هذا العمل لن يكلف شيئا بالمقارنة إلى المبالغ الهائلة التي تصب في وجوه الخير. ولكنه عمل يبنى الإنسان، ويفتح المجال لأعمال أخرى من هذا النوع الذي ينشر الوعي وينشى جيل جاد.
لا بد أن ندرك أن أمامنا الكثير من العمل المجتمعي الذي نغض الطرف عنه؛
ونستبدل ذلك بلوم غيابي لمن لا نستطيع لومه ولا نقدر أن نتقى شره.

اترك رد