أين اخطأ محافظ واسط

0 146

هادي جلو مرعي
محافظ واسط محمد جميل المياحي من جيل دفع به رئيس تيار الحكمة السيد عمار الحكيم بشعار ( إحنا كدها) الى مناصب في الدولة في محاولة للتغيير، وتحدي السائد وصناعة المختلف، وهناك كثر من هذا الجيل تسنموا مناصب تشريعية وتنفيذية، وتلقوا من الثناء والقدح والرضا وعدمه كبقية الساسة ومقتحمي السياسة والباحثين عن الرياسة ماتلاقفته وسائل الإعلام، والصالونات السياسية ومنابر التشريح بالتصريح والتلميح.
عاد المحافظ من بغداد الى واسط، وعند نقطة تفتيش مشهورة يكرهها سائقو سيارة الحمل الكبيرة والشاحنات العملاقة المحملة بأطنان من البضائع لفرط مافيها من تشديد في الإجراءات الأمنية، ومايتطلبه ذلك من إنتظار ممل ولساعات إنزعج المحافظ من طول الطابور، ومن تململ المسافرين وضجرهم، وعدم رضاهم، فإندفع نحو مسؤول في نقطة التفتيش، وعاجله بالتوبيخ والشدة ودفعه بقوة، وتراجع الضابط ربما بسبب الصدمة، وإعتذر المحافظ حين ذاع التسجيل الذي يظهره بهذا المظهر أمام الرأي العام، مبررا ماجرى بجملة أعذار لم توقف سيف النقد البتار.
اين اخطأ محافظ واسط، وماذا كان مطلوبا منه كرجل دولة؟ في الواقع فإن المحافظ تصرف كمواطن غاضب منفعل ناقم، فخرج عن دوره، وصار كغيره شبيها بسائق السيارة المنتظر، والمواطن الذي يعد الدقائق للوصول الى مبتغاه، وكشف لنا مانعرفه وتعودناه، وهو إن دولتنا هشة وضعيفة، ولايستطيع المسؤول فيها التصرف وفقا للقانون، ولذا يلجأ الى أسلوب رجل يملك القوة والسلطة التي تحميه فقط، ولكنها لاتؤهله للعمل كبان للدولة، وهو أمر ينسحب على كل صاحب منصب في بلد أضعف مافيه مؤسسة الدولة.
الضابط الذي يعمل في نقطة التفتيش كان يقف في الواجب الذي يستمر فيه لبعض الوقت، ثم يسلم القياد لبديله من الضباط في سياق روتيني متعارف عليه في المؤسسة العسكرية، وهو ليس مسؤولا عن تحديد طريقة التفتيش التي تعتمدها الوزارة، وهو مجرد منفذ لها كمئات غيره يخافون من السجن والعقوبة لو تم إختراق السيطرة تلك، وحدث حادث، ولهذا كان على المحافظ أن يتصرف كرجل دولة، ويتصل بالمسؤولين ويناقشهم في الكيفية التي تساعد في تخفيف الزحام والمرور بإنسيابية، ولكنه يدرك ضعف الدولة فتصرف كرجل سلطة، وليس كرجل دولة.

اترك رد