في الاول من مايو ايار تخرج مسيرات كبرى في عواصم العالم كلها للاحتفال بعيد الطبقة العاملة التي تكدح عبر تاريخ البشرية بحثا عن امل مختلف وحياة اكثر كرامة وانسانية وافضل على مستوى المعيشة والحقوق الطبيعية التي يحرم منها العمال في العادة ويبحثون عنها في الشوارع والكتب والبرلمانات والساحات العامة وعبر الكتابة والفن والتظاهر والمواجهة مع الحكومات التي اعتادت التملص من وعودها التي تقطعها للكادحين وهي تؤمن انهم الطبقة الاضعف للاسف مع انهم الطبقة الاكثر تضحية وحضورا وتاثيرا في بناء الامم وتعمير الاوطان.
عمال العالم في المصانع والشوارع والمزارع وفي كل حقل من العمل المضني يكدون ويكدحون ويضحون وقد تخرج من هذه الطبقة العاملة اشهر الكتاب والمفكرين والشعراء والفنانين من مغنين ورسامين ونحاتين ملئوا الارض فنا وإبداعا وحضورا وسجلوا في صفحات التاريخ نوعا مختلفا من التضحية والعطاء والوجود الذي لاينقطع الحلم في تحويله الى حقيقة راسخة تتجسد في بناء الدولة العادلة المضحية.
يضغط عمال العالم في تظاهراتهم ومسيراتهم الكبرى على الحكومات والبرلمانات لاستصدار القوانين والتشريعات التي تضمن حقوقهم وهم يعلمون ان الفئات المتسلطة تناور وتتفلت من المسؤولية ولاتريد الالتزام تجاه الطبقة العاملة ولذلك فهم مستمرون في المواجهة وصار الاول من ايار عيدهم الخالد الذي لايموت ويتكرر كل عام ليعبروا فيهم عن ارادتهم وحضورهم وعدم استسلامهم.
المقال التالي