إننا إذ نثمن وقوف قوات التحالف الدولي مع حكومة العراق وشعبه في الحرب الأخيرة ضد الارهاب والتي انتهت بالنصر المؤزر ، نرى أن أحد أهم أسباب تحقيق هذا النصر ضد العصابات الإجرامية التي كانت تستهدف العالم كله وليس العراق فحسب هو مشاركة مقاتلي وفصائل هيئة الحشد الشعبي التي تأسست في البداية بفتوى المرجعية الرشيدة نتيجة الحاجة الملحة لوجودها لمقاومة هذا الوباء الإرهابي الذي أسقط ثلث العراق بعد حزيران 2014 ونتيجة الانتصارات التي حققها تم تقنين وجود هذه الهيئة عن طريق البرلمان بتشريع قانون هيئة الحشد الشعبي رقـــم 40 لسنة 2016 حيث تحولت هذه المؤسسة إلى إحدى أهم المؤسسات الامنية العراقية الوطنية من أجل الدفاع عن أرض العراق وأمنه وسيادته وشعبه.
اننا نستغرب كثيراً أن تقوم الولايات المتحدة الامريكية وهي دولة عريقة في الديمقراطية بمقابلة هذه التضحيات والدماء التي سقطت دفاعاً ليس عن العراق فحسب بل عن العالم أجمع باعتبار بعض تشكيلات هيئة الحشد الشعبي منظمات إرهابية وإدخالها ضمن لائحة الإرهاب ، كما إننا نرى أن هذه الخطوة تعد غير منصفة ومنافية لمبادئ حقوق الإنسان لأنه من الغبن أن نضع هذه التشكيلات التي دافعت عن حقوق جميع العراقيين بغض النظر عن ديانتهم أو قوميتهم أو لونهم في نفس مصاف المجاميع التي ارتكبت جرائم يندى لها الجبين في العراق وسوريا ترقى إلى جرائم الإبادة الجماعية وجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية ومازالت تهدد العالم أجمع بعملياتها الإرهابية .
وإننا في الوقت الذي نرفض بشدة هذا القرار نطالب كل المدافعين عن حقوق الانسان في العالم وفي الولايات المتحدة الامريكية أن يضموا أصواتهم لأصواتنا لمطالبة الإدارة الامريكية بالعدول عن قرارها الأخير كونه يعد انتهاكاً واضحاً لحقوق الانسان وفاقد للإنصاف والعدالة .