في خطوة جديدة نحو تعزيز صناعة السلام في العراق، عقدت منظمة اليونسكو جلستها الحوارية الثانية ضمن مشروع “تواصل وإعلام مجتمعي من أجل السلام”، الذي يحظى بدعم الاتحاد الأوروبي، مستضيفةً ممثلي منظمات المجتمع المدني والفاعلين على منصات التواصل الاجتماعي.
الجلسة، التي اتسمت بثراءٍ في الطروحات والمداخلات، سلطت الضوء على سياسات تعديل المحتوى في المنصات الرقمية العالمية، مستكشفةً آليات تأسيس تحالف مدني للتواصل الاجتماعي، وأدوار المنظمات المدنية المتخصصة في هذا الإطار. كما شهدت الورشة حضور مستشار مفوضية حقوق الإنسان وفريق من المفوضية، الذين أعربوا عن دعمهم الكامل لمختلف فقرات المشروع، باعتباره ركيزة أساسية لتعزيز خطاب السلام ومواجهة التحديات الإعلامية في العراق.
وبالتوازي مع ذلك، أبدى بعض صناع المحتوى الذين تمت دعوتهم إلى الورشة استعدادهم لتبني أفكار المشروع والمساهمة في تحقيق أهدافه الأساسية، مؤكدين حاجتهم إلى التدريب على كيفية تجنب الوقوع في فخ الكراهية والتحيز القائم على النوع الإنساني والاجتماعي، إلى جانب التعرف على الأطر والمعايير الدولية التي تحكم سياسات التواصل الرقمي والإعلامي.
كما قدّم ممثلو منظمات المجتمع المدني المشاركون في الورشة توصيات وملاحظات جوهرية، دوّنها فريق الخبراء الساند لليونسكو، ومن بينها اقتراح تأسيس نواة أولى للتحالف المدني وفق آليات اختيار عادلة وموضوعية، تأخذ بعين الاعتبار المهنية والتخصص لضمان تمثيل متوازن ومؤثر ضمن المشروع.
تأتي هذه الجلسة استكمالًا لسلسلة من الأنشطة التمهيدية التي تسبق الإطلاق الرسمي للمشروع ودخوله حيز التنفيذ. ويسعى قطاع الاتصال والمعلومات في يونسكو العراق إلى إرساء دعائم تحالف مدني للتواصل الاجتماعي، بالتوازي مع استكمال تأسيس فريق حكومي يُعنى بتنظيم القطاع وفق الالتزامات الدستورية والمعايير الدولية.
ويتطلع المشروع، في جوهره، إلى تقديم قراءة معمّقة لواقع استخدام وسائل التواصل الاجتماعي في العراق، وتحليل موجات خطاب الكراهية والتضليل الإعلامي التي تلقي بظلالها على النسيج الاجتماعي، في مسعى لترسيخ بيئة رقمية أكثر مسؤولية وانسجامًا مع القيم الديمقراطية وحقوق الإنسان
التعليقات مغلقة ، لكن٪ strackbacks٪ s و pingbacks مفتوحة.