موسكو – دعا إيغور سيتشين، الأمين التنفيذي للجنة الرئاسية لاستراتيجية تطوير مجمع الوقود والطاقة والرئيس التنفيذي لشركة “روسنفت” الروسية، إلى إنشاء البنية التحتية اللازمة لتوسيع استخدام العملات الوطنية في التجارة بين الدول.
وفي كلمته خلال افتتاح المنتدى السادس للأعمال في مجال الطاقة بين روسيا والصين، أشار سيتشين إلى أن التغيرات الحالية في الاقتصاد العالمي والسياسة تؤدي إلى تراجع دور الدولار الأمريكي في التجارة العالمية. ويتضح هذا من خلال النجاح الذي حققته الصين مؤخراً في استخدام اليوان. في سبتمبر من العام الماضي، على سبيل المثال، تفوق اليوان على اليورو لأول مرة في التسويات التجارية عبر سويفت. كما تفوق اليوان على الدولار الأمريكي في التسويات الدولية للصين ولأول مرة ايضاً، حيث بلغت حصته الآن 53%.
وفقاً لرئيس شركة “روسنفت” الروسية، فإن ديناميكيات التسويات المتبادلة بين روسيا والصين ايضاً تدل على ذلك – حيث سمحت التدفقات الكبيرة للسلع المتبادلة، وكذلك تدفقات السلع من دول ثالثة، لروسيا والصين بالتحول السريع إلى التسويات بالعملات الوطنية، والتي ستتجاوز حصتها 90% بحلول نهاية عام 2023.
واضاف سيتشين أن لتوسيع استخدام العملات الوطنية بشكل أكبر سواء على الصعيد الثنائي أو في التسويات مع الدول الثالثة، من الضروري إنشاء البنية التحتية المناسبة والأدوات لضمان عمليات المقاصة وفتح حسابات المراسلين، فضلاً عن مجموعة كاملة من الأنظمة لتبادل الرسائل بين البنوك.
الغرب بالغ في تأثير العقوبات
بالإضافة إلى ذلك، ذكر سيتشين أن الدول الغربية بالغت في تقدير فعالية ضغطها على إمكانات الاقتصادين الروسي والصيني؛ فجميع الجهود لوقف النمو تأتي بنتائج عكسية.
وأشار إلى أن التعاون بين روسيا والصين يتطور تحت ضغط خارجي غير مسبوق. ومع ذلك، فإن جميع الجهود لوقف نمو البلدين تؤدي إلى نتيجة عكسية، اذ إن معدلات نمو الناتج المحلي الإجمالي للصين (5.2% في 2023) وروسيا (3.6% في 2023) تفوق بكثير تلك الخاصة بالدول الغربية والمتوسط العالمي.
وفي الوقت نفسه، أشار إلى أن الغرب بالغ في البداية في تقدير فعالية ضغوطه على الإمكانات القوية لاقتصاد البلدين. على سبيل المثال، رفع صندوق النقد الدولي توقعاته لنمو الناتج المحلي الإجمالي لروسيا أربع مرات العام الماضي. وفي نهاية العام كان قد تجاوز نمو الناتج المحلي الإجمالي لروسيا التوقعات الأولية بنحو 6 نقاط مئوية.
واختتم سيتشين بملاحظته لحالة مشابهة مع الصين. على الرغم من التوقعات الغربية المتكررة بتباطؤ الاقتصاد الصيني، يتوقع صندوق النقد الدولي أن تكون مساهمة الصين في النمو الاقتصادي العالمي خلال السنوات الخمس المقبلة 21%، مما سيتجاوز المساهمة الإجمالية لجميع دول مجموعة الدول الصناعية السبع بمقدار (20%).
.
التعليقات مغلقة ، لكن٪ strackbacks٪ s و pingbacks مفتوحة.